مقالات

الكـذب عند الأطفـال،، أسبابـه وعلاجـه.

إن من أكثر ما يؤرق المجتمع والأسر والمربين بشكل خاص هو كذب الأطفال  فالموضوع خطير جدا عندما يتفشى الكذب في المجتمع وفي العلاقات الأسرية وفي الاسواق التجارية بلا شك ستسقط كل القيم اذا كان الابن لا يثق في ابواه ولا يثق في اخوانه ولا في جارة ، إذا فيمن سيثق.

إن دور الأبوين كبير في غرس القيم الأخلاقية في الاطفال وتنشئتهم على الصدق وهم صغار، وكان الواجب علينا أن نساعد بعضنا من خلال هذا المقال لكي يتعرف كل أب وأم عن كذب ابنائهم عليهم.

الكذب هو تجنب قول الحقيقة وقول ما يحدث واختلاق وقائع لم تحدث مع المبالغة في نقل ما حدث ، ويعود كذب الأطفال لعدة أسباب ومنها وأولها وأخطرها هو:

التقليد: إن الابناء يكذبون تقليدا لآبائهم وأمهاتهم وتقليدا للوسط الاسري ، وكما تعلمون بان الوالدان قدوة حسنة أمام أبنائهم فلا يجب أن يقعا في الكذب مطلقا

الشعور بالنقص: عندما يجد الابن نفسه عاجزا أو مقصرا في التوافق مع أصحابه وزملائه أو لم يستطيع أن يحقق رغباته و أحيانا يجد والديه مهتمين بأخوة الاصغر يدفعه هذا الى الكذب لسد القصور والعجز ومثال على ذلك ، أبي عنده سيارة فخمه وأبي عنده منزل كبير وأنا عندي أحدث جهاز تقني يحمل ألعاب كثيرة. وهذا كله لكي يلفت الانتباه ويبالغ في وصفه.

الهروب من العقوبة القاسية أو من الواجب الثقيل: فعندما يهدد الطفل بعقوبة قاسية فإنه يجد في الكذب وسيلة للحصول على الحماية و الامان ومثال على ذلك ، أن نحمله ما لا يطيق من الأوامر و الواجبات التي تثقله ويجد في الكذب خلاصا من هذه الاعباء.

عدم التفرقة بين الواقع والخيال: هذا الكذب يحدث عند الاطفال قبل سن الدخول الى المدرسة ويسميه المتخصصون الكذب الالتباسي ، ويقولون عندما يزيد خيال الطفل لا يفرق بين الواقع والخيال يلتبس عليه الأمر فيقع في الكذب الالتباسي.

فيما يلي مجموعة من الخطوات والقواعد الأساسية التي تساعد الأبوين في علاج الكذب عند أبنائهم

التزام الوالدين والمربين الصدق: ليكونوا قدوة حسنة لأبنائهم فمن وعد أبنائه فعليه أن يوفي بعهده ومن أخبرهم بشيء فليصدق أيضا ولا تمازحهم كاذبا ولا تخبرهم بقصة فيها كذب.

إشباع حاجات الأبناء: لا بد من الوالدين اشباع حاجات ابنائهم بجميع مستويات الرعاية الاجتماعية والصحية والمدرسية والعدل بين الأبناء ، لا أحد يمازح أو يتعمد ويقول لأبنائه أنا خلاص لا أريدك لأنها تترك أثر كبير في نفس الطفل وتشعره بالنقص في الذكاء العاطفي.

البعد عن العقاب القاسي (حساً ومعناً): تجنب الاساءة الجسدية كالضرب المبرح  والاساءة النفسية كالشتم والكلام الجارح وتجنب أيضا الغضب كردة فعل لكذب الطفل، فإن ذلك يؤثر سلبا على الأبناء ويدفعهم  للجوء إلى الكذب ويدفعهم أيضا لكي يصنعوا لنفسهم صورة يريدها ويرضاها الوالدان لذلك لابد من التفاهم مع الطفل برفق واحتضانه.

عدم الالحاح للطفل بالبوح بكل أموره الشخصية: على سبيل المثال لا تسأل الابن كيف صليت وانت تعرف بأنه لا يصلي فالأفضل أن تقول له تعال نصلي معا.

توجيه الأبن للقيام بالأعمال التي تقع في نطاق قدرته حتى يشعر بالنجاح: فب بعض الأحيان نكلف ابنائنا بالنجاح بدرجه أكبر ومن الاوائل وهذا بحد ذاته يلجأ الأبن إلى الكذب فعلينا أن لا نحمل أبنائنا مالا يطيقون فهناك نجاح في الحياة العملية أيضا بإمكاننا أن نستغله  وننميه فيهم لكي يشعرهم بالنجاح وتزيد ثقتهم بأنفسهم.

تبصير الأبناء بأهمية الصدق: من خلال تحفيزهم والثناء عليهم  ومكافأتهم في حالة الصدق ، والاهتمام بهم في  اختيار لهم أصدقاء وأن يكونوا صالحين، فصديق السوء يدفع صاحبه إلى الكذب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *